يتحدث همدان العليي بحذر، ينصت إلى مفردة "السلام" بريبة قِطّ، فقد مرت تلك المفردة على رأسه آلاف المرات وفي كل مرة يسمعها من أحدهم يجده بعد أشهر في غرفة الحوثيين يستمتع بالضحكة الساخرة من اليمنيين.
حملة الإغواء الشهيرة التي حدثت في ٢٠١١، وأدانت النظام والدولة في دفاعها عن نفسها خلال ست حروب قاسية أدارها الهاشميون ببراعة زرعت الشك وحرضت على المخلصين واغتالت الصادقين وأشاعت الفوضى في وسائل الإعلام الجماهيرية التي تكاثرت خلال ست سنوات لتمضي بالرأي العام إلى إمكانية قبول "الحوثيين" كجماعة ثورية تكبح "الفساد".
تلك المفردة الأخرى مرادفة للسلام، حيث يبدأ الأمر بعبارة "الفساد" حتى يستوي الهاشميون على عرش السلطة وفق رغبة واسعة تتجاهل أفخاخ المستقبل وتعقيداته، ثم لما تندلع الحرب دفاعًا عن حق اليمني في السلطة وعن حق الناس في الانتخاب، يبدأ عازفو السلام بالحديث عن الورد والربيع، وعن الفساد في جناح المقاومة الشعبية أيضًا، كي تتكسر الإرادة ويتغول اليأس في الوعي وتخبو الحماسة ويقبل الناس بأي شيء
في هذا الفيديو المتمكن يزرع همدان العليي حقائق واقعية لا مجال لنكرانها، وهو الذي ما عرفناه عفاشيًا ولا مؤتمريًا ولا اصلاحيًا بل يمانيًا مخلصًا يشبه وجه بلاده التي هاجرها مكرهًا بعد أن عميت البصيرة وفقد البصر حاسته وأغلقت الآذان أبوابها وشُلّت الأيدي وتيبست الأرجل ودُفِن الضمير حيًا تحت أطنان التراب.
همدان يستحث ضمائر الناس هنا، ويقول اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد.. فانصتوا له لعلكم تُرحمون.
لمشاهدة فيديو حديث الأستاذ همدان العليي عن السلام، اضغط على الرابط أدناه:
https://www.facebook.com/samgh4u/videos/10206479751309026/