قبل أسبوعين من اليوم كنت في زيارة إلى مدينة لودر بمحافظة أبين، تجولت بشوارع المدينة وهالني حجم التوسيع التجاري الضخم في المدينة.
على نحو غير متوقع لفت نظري منظر لم اراه منذ سنوات في عدن..
باعة الدجاج البلدي..
اقتربت ناحيتهم مشدوها أتأمل الدجاج التي يتم عرضها للبيع..
منذ أكثر من 3 سنوات لم أرى في عدن دجاج بهذا الحجم.
عقب عام واحد فقط على انتهاء الحرب تضاءل حجم الدجاج البلدي المباع في عدن بصورة لايتخيلها عقل.
كان في الموضوع سرا لايشاع.
حيرتني هذه الظاهرة كثيرا وكتبت عنها قبل أشهر حتى ان الدجاج المباع اغلبه بلاريش وله عظام تتفتت مع بداية الطبخ..
أمر كهذا لم يحدث منذ عقود.
قيل لي ان مزارع الدجاج باتت تغش وباتت تستخدم كميات هائلة من الهرمونات الصناعية التي تقفز بعمر الدجاجة خلال أيام.
صدقت كل ماقيل وكتبت تحذيرا على صفحتي هذه قبل أشهر من اليوم.
حينما شاهدت الدجاج المباع في لودر أدركت ان القصة في جزئها الأكبر كاذبة وان ثمة سر في الأرجاء.
سألتهم من أين تستوردون الدجاج؟ وكانت الإجابة :" البيضاء يريم ذمار ومناطق أخرى في وادي حضرموت.
أدركت لحظتها ان مايباع في عدن من دجاج لاصلة له لا من قريب ولا من بعيد بشيء اسمه دجاج صالح للإستخدام..
عدت إلى عدن احمل هم السؤال الذي ابحث له عن إجابة.. من يقف خلف بيع الدجاج التالف لأكثر من 4 مليون يمني في عدن ولحج..!
حملت السؤال وبدأت عملية البحث واكتشفت ان الدجاج البلدي الوارد من يريم وذمار والبيضاء واب ووادي حضرموت مٌنع استيراده إلى عدن بحجة ان 3 تجار قدموا إلى عدن وانشئوا عدة مزارع في ضواحي المدينة ومنعوا بالتنسيق مع نقاط أمنية قدوم أي دجاج من المناطق الأخرى.
كان واضحا ان لسان حالهم يقول " كلوا من دجاج القضية..
وهنا بدأ مسلسل الخراب الكبير.
أنشئت هذه المزارع في مناطق حارة جدا لدرجة ان 90% من الدجاج الذي بات يباع في عدن بلاريش.
فشلت هذه المزارع في إنتاج بيضة واحدة كون ان الدجاج يتم القفز به بسبب الهرمونات من مرحلة الكتاكيت إلى مرحلة الذبح مباشرة.
وهنا سٌمح فقط باستيراد البيض من إب وذمار..
ولأنه لايوجد إعلام حقيقي أو استقصائي في عدن يمكن له ان يفتح مثل هذه القضايا ظلت الناس ولاتزال في عدن تأكل منذ 3 سنوات أسوأ أنواع الدجاج وأكثرها خطورة على حياتها والسبب ان ثمة تجار جعشون ومناضلون نزقون لايريدون استيراد شيء من المحافظات الشمالية.
والمؤلم أنهم فشلوا في إيجاد البديل وعلى الناس ان تأكل دجاج "القضية" وان تصاب بكل مالايتخيله عقل من أمراض..
لم اسكت ذهبت إلى وكيل محافظة عدن غسان الزامكي وعرضت عليه القضية قال ان الأمر ليس من اختصاصه وأعطاني رقم هاتف مسئول مختص بهذا الملف حاولت الاتصال به مرات كثيرة ونجحت في إحداها وعرضت عليه القضية وكان رده مخيبا للآمال ولاحقا رفض الإجابة عن كل اتصالاتي.
فشلت في إثارة انتباه السلطات المختصة في عدن لمثل هكذا قضية خطيرة والجأ إلى صفحتي هذه لتنبيه عامة الناس ووضعها أمام مايحدث..
تريد ان تكون تاجر وتكسب فلوس مش مشكلة نافس وكن شاطر ومحترم وتكسب حلال.
لكن ان تمنع الناس عن استيراد شيء صالح للأكل وتأكل الناس اشياء تالفة..
ماذنب المواطن العادي يشتري دجاج انت تفرمه يوميا بكل هرمونات العالم وفوق هذا اغلى سعرا.
عفوا اسمح لي انت هنا مش تاجر انت ابن حرام..
حياة الناس في خطر بسبب مطامع البعض..
حياة الناس بسبب نزق سياسي غريب الأطوار خدمة لمصالح تجارية صرفة..
افتحوا المجال لدخول الدجاج الصالح للإستخدام البشري أو انقلوا هذه المزارع إلى أماكن باردة وراعوا الله فيما تكسبون..
الناس لن تدفع حياتها ثمنا لجنونكم هذا..
اللهم إني بلغت..
اللهم فاشهد..
*من صفحة الكاتب.