لا بد أن ندرك جميعا أن المؤتمر والإصلاح بداخلها تيارات أو بالأصح مجموعات مختلفة بمعنى بعض المجموعات مثلاً داخل الإصلاح تنظر بنرجسية وانتهازية لا يهمها مصير المجموع داخل الحزب وداخل الوطن كونها قد أصبحت خارج البلاد ومرتبطة بأجندات المنظمات الغربية وممولة من بعض دول الخليج كقطر ، وهذه المجموعات للأمانة أصبحت تضر بالإصلاح أكثر من إضرار الآخرين به بل أصبحت تقدح في عقيدة الإصلاح وثوابته قبل غيره ، وهي على كل حال ليست رقماً داخل الإصلاح وإنما تأخذ مجالها بواسطة الوسائل الإعلامية التي تمولها الدول والمنظمات المذكورة .
بالمقابل يبدو المؤتمر الشعبي أكثر تشظيّاً وقابلية لحالة الفلول والأجنحة نتيجة المواقف العبثية التي وضعهم فيها الراحل صالح تحت تأثير الضغط النفسي الذي كان يفترض على أنصاره قبل غيرهم أن يأخذوه في الإعتبار .
نعم هناك عاقلون وغيارى في المؤتمر والإصلاح ولكن خطأهم أنهم يتركون المجال للجهلاء من قواعد الحزبين لتمثيل موقفهم من الآخرين من خلال خطابٍ استفزازي ساعدت وسائل التواصل على جعلها الخطاب السائد فأصبح خطاباً في مجمله لا يعدو أن يكون خطاب فتنة موهبته الوحيدة صناعة الأعداء والاستزادة من الخصوم ، وكيف يمكن لقومٍ في مثل هذه الظروف المشحونة أن يثوبوا إلى رشدهم ويعود إليهم صوابهم وهم يأخذون خطابهم التعبوي من كرمان والعذري والصوفي والآنسي بل ويستدعون إليه خطاب الإستقطاب الإقليمي من قرقاش وخلفان ويصطنعون أسماء وهمية كتاج السرّ وكأننا لم نحقق الإكتفاء الذاتي من سفهاء الأحلام من الداخل حتى نستدعي سفهاء الإقليم !
الخلاصة أن الأغلب الأعم في المؤتمر والإصلاح ممن يحترمون سمعة الإنسان اليمني قد اتفقت قلوبهم وعقولهم وأنا أعرف كثيرا من القيادات في الحزبين وغيرهما كل همهم المصالحة ولم الشمل ، ولم يبق مصرّاً على استدامة الشقاق والفتنة إلا الأصوات الممولة من الدوحة وبرج خليفة وهؤلاء لن يتوقفوا عن السفاهات لأنهم يعرفون أن التمويل سيتوقف من اليوم الثاني الذي يتوقفون فيه إن لم يكن من أول يوم .