١-يراهن البعض على أن قضية استعادة الدولة من أيدي المليشياته الانقلابية ستكون ضحية تسويات لقضايا أخرى مستجدة أو عارضة في المنطقة.
٢- إزداد الرهان مؤخراً بعد حديث وزير الدفاع الأمريكي في مؤتمر البحرين عن تسوية يمنح بموجبها الحوثيون حكماً ذاتياً في مكان ما في شمال الشمال، وحدود دولية منزوعة السلاح، وجيش يمني محدود التسليح.
٣- يتخبط هؤلاء المراهنون في حسابات لا تختلف كثيراً عما يروج له الانقلابيون عن صفقات يجري الإعداد لها، تجعل من إنقلابهم ومصادرتهم للدولة أساساً لحل سياسي شامل بديلاً عن المرجعيات الثلاث التي تشكل الطريق الوحيد نحو سلام دائم باعتبارها أساس بناء الدولة.
٤- إن ما يمكن التأكيد عليه هنا هو أن الخفة التي يتعاطى بها البعض تجاه قضية اليمن، لا يجب أن تربك الموقف من مسألة بناء الدولة بالمضمون الذي توافق عليه اليمنيون، لأنها الخيار الأفضل والمتاح لتجاوز هذا المشهد القبيح الذي أغرق فيه اليمن.
٥- مثل هذا المشهد لا يمكن أن يستخلص منه حل لمشكلة اليمن، إن البحث عن حل من داخل هذا المشهد الذي تَخَلَّق بفعل الانقلاب، وما قاد إليه من كارثة، هو إستخفاف بحلم اليمنيين في إقامة الدولة التي تحمي حقوق الجميع، وتمنع الحروب وتقود اليمن إلى الاستقرار الذي يتحق معه العودة إلى إرادة الناس لتقرير خياراتهم السياسية.
٥- لم يحدث في التجارب التاريخية أن استخلص من المشهد السياسي الذي تتعطل فيه الفرص وتختلط فيه مخرجات الكارثة، بما في ذلك عنصر فرض الإرادات الذي يتوزع على جبهة واسعة من الفعل الأهوج المحسوب بحسابات لا تهتم كثيراً الا بالربح والخسارة لأطراف الصراع، أي حل قابل للاستمرار. لا بد من تجاوز المشهد الرديء والبحث عن حل لمشاكله بإرادة تتجاوز تفاعلات هذا المشهد ومعوقاته.
٦- إن كل الذين يحاولون أن يستخلصوا الحل من داخل المشهد إنما يستخفون بقضية اليمن كقضية متعلقة ببناء الدولة التي هي بيت القصيد في مغادرة هذا المشهد القبيح.
٧- ولبناء الدولة بالمفهوم الذي استقر عليه العقل اليمني في حواره التاريخي، وخاصة مضمون الدولة، شروط تتجاوز وقائع هذا المشهد وتأتلف مع نضالات الحركة الوطنية وتضحياتها العظيمة.
٨- لنذكر دائماً كل من يتطاول على الشعب اليمني في أن تكون له خياراته التي تحمله نحو المستقبل بأن قضية بناء الدولة الوطنية ونظامها المدني ليست قابلة للتجزئة أو الترحيل أو عبث الإرادات المستفزة لهذه الخيارات.
من صفحة الكاتب.