اعتادت الكهنوتية السلالية وقفازاتها القذرة على التخفي تحت عباءات كثيرة، والاحتجاب خلف سواتر متعددة، والتواري وراء أقنعة متنوعة؛ ولكن مع توسع مد القومية اليمنية داخلياً في كافة أرجاء الوطن وبين أوساط القواعد الشعبية للأحزاب المُخترقة، ووصولها خارجياً لأبناء الجاليات اليمنية المهاجرة، فإن تلك العباءات تحترق، والسواتر تسقط، والأقنعة تزول، وتظهر كل الخبايا والخفايا!.
اخترقت الكهنوتية الأحزاب السياسية، وأحاطت بقياداتها، وأخذت أهم مفاصل دوائرها، واستخدمت قواعدها، وأصبحت تتخفى وتدير المشهد من خلف الستار. وأدمنت السلالية على التستر عبر إزالة الألقاب في فترات زمنية معينة، وإعادة تلك الألقاب في أوقات الإمامية (وإمامية ولاية الفقيه)، علماً أنه لا يزيل لقبه، وينكر أصله ونسبه، إلا كل مبطون من الشظايا والغرباء والدخلاء. ودأبت الجماعة الظلامية على تأليف كتب الأنساب وتزويرها، والعمل على تفتيت المجتمع من خلال التلاعب بأنسابهم، حيث أوجدت طبقة اجتماعية مائعة الهوية والانتماء.
وواظب الغرباء على استخدام عباءة الدين والتلاعب بها، والاحتزام بسيف قطاع الطرق والمجرمين، وذلك اتباعاً لمقولة "لا يمكنك أن ترتقي صهوة السلطة والحكم في بلاد العرب، إلا إن لبست عباءة الدين، وثوب الواعظين، وتحزمت بسيف قاطع"، وعبر تلك العباءة أخرجوا من الملة كل المدركين لمكرهم وخداعهم، وبإستخدام ذلك السيف، حاربوا كافة المناوئين والمجابهين لهم!. وعكف الدخلاء على الاختباء وراء مقولة "كل أمر وله ظاهر وباطن"، واعتمدت على التقية، ومارست الباطنية، فاستغلت نقاء وصفاء كل من يجهل أساليبها وخبثهم.
ودرج الشظايا على الاحتماء بدرع المظلومية، واللجوء إلى المفردات الفضفاضة، والنفاذ من خلال الأيدلوجية الدينية والمذهبية، والولوج عبر بوابة العلمانية، والتغلغل عبر نافذة الليبرالية، والتجسير للمرور عبر فرد الرجلين (رجل هنا ورجل هنالك)، وصولاً لارتداء قميص الجمهورية، والاستظلال تحت مظلة الشرعية!.
كما اعتادت القفازات القذرة للكهنوتية السلالية (سواءً من المؤدلجين أدلجة مذهبية أو من طبقة الفقهاء ممن لا تعرف ماهيتها وقوميتها)، من ممارسة استراتيجية الثنائية المتناقضة، جمهورية في الصباح وإمامية بالمساء، ووجاهات ومراغات وقضاة وفقهاء وقت الرخاء، وعكفة تابعين خانعين وقت الشدة!. وقلدت تلك القفازات اسيادها حتى في لبس وربط العمائم، حيث أصبحوا يضعون الشيلان على رؤوسهم كـ عسجات النساء (العسجة قطعة قماشية مستطيلة مطرزة تضع لتزيين رؤوس النساء)، والخواتم والسبح في أيديهم؛ وذلك اتباعاً لكتاب أئمتهم المقدس "الأزهار" الذي ينص على ارتداء العمائم المزينة والمرصعة بالذهب والفضة، وذلك لإرهاب اتباعهم، ورهبة جلسائهم، ووجل مرتاديهم!.
ولكن رغم تعدد الأساليب، وكثرة الطرق، وتنوع المنهجيات؛ إلا أن القومية اليمنية من أحفاد سبأ وحِميّر أصبحوا يدركون كل تلك الأساليب، ويعرفون كافة تلك المنهجيات، ويعلمون شتى الطرق، ويفطنون لمعظم الاستراتيجيات، وسيعملون على كشف الخبايا، وإزالة الأغطية، وفضح الاحتجاب، وتعرية الاحتماء!.
كما حاولت الأحزاب السياسية عبر لوبيهاتها السلالية من السيطرة على القومية اليمنية ولكنها باءت بالفشل، وأرادت أطراف متعددة تطويع المارد ولكن المارد يتمدد يوماً بعد يوم، وحاول البعض التسلق عبر طرح مسميات حزبية رنانة وتضمين كلمة "قومي" بين مفرداتها، وقطعاً بأن مصيرها الإنكسار والخيبة. إضافة إلى ذلك، القواعد الشعبية للأحزاب السياسية -المؤدلجة منها والغير مؤدلجة- التي كانت بالأمس تٌدافع عن بعض منتسبيها ومدراء دوائرها، ها هي اليوم السباقة لتعرية كافة اخترقات السلالية الكهنوتية، وفضح قيادات تلك الأحزاب المتواطئة!.
اخيراً، الأحزاب السياسية التي لا تُقدر حجم التضحيات التي قدمها الأبطال الأحرار، ولا تتمسك بالثوابت الوطنية، ولا توقر المبادئ الجمهورية، ولا تلقي وزناً لقواعدها الشعبية، ولا تحتكم إلى أهداف الثورات المجيدة الخالدة، ولا تضع تيجان السلطة والقيادة والتفويض على رؤوس أحفاد سبأ وحِميّر، هي أحزاب متهالكة خاوية، تعاني من داء الكهنة، وتحمّل سل السلالية!. وبالرغم من أن الكهنوتية السلالية وقفازاتها القذرة لا يزالون يتوهمون بأنه سينتهي المطاف بتفاوض "سلالي جمهوري" مع "سلالية ولاية الفقيه"؛ إلا أنه لن يكون هنالك إلا تلاحم وتآلف وتقارب وترابط بين كافة أحفاد سبأ وحِميّر تحت مظلة القومية اليمنية الجامعة؛ وذلك للتخلص من الآفة الخبيثة التي أهلكت الإنسان والأرض على مر العصور.
من صفحة الكاتب.