من كان يصدق أن النسخة الجديدة من الإمامة الرسية ستكون أسوأ نسخة جثمت على اليمن في تاريخه، فقد تصدرت هذه العاهة كل سابقاتها من حيث الإجرام والنهب والسلب والتدمير.
كانت قضية غزة نافذة هروب للرسيين الجدد، من مطالب واستحقاقات وغضب الشعب اليمني، ولكن هروبهم لن يطول، وشعارتهم لن تعمر.
اليوم يشعرون أنهم فئة طائفية منبوذة حتى وإن تخفوا خلف أستار الدولة والجمهورية والكرامة والعزة.
الشعب اليمني عرفهم، ولن يظل يأكل ويشرب بشعارات غزاوية وقدساوية وبزوامل حربية، وبخرق حسينية، وببقية القصص الهاشمية الماضوية التي لا يجيدون غيرها لنهب الناس.
اليوم أصبح السلاليون في المنتصف، فخلفهم بلد منهك مدمر منهوب، مازالت بقاياه عالق بين أظافرهم وأسنانهم، وأمامهم شعب جائع منتهك الكرامة، منهوب المال والأعمال، يبحث عن مخرج للخروج من سرداب الإمامة ومستنقعها الآسن، وعلى يمينهم كهف (جرف) يبقيهم ميليشيات مستأجرة وبنادق طائفية ضد كل اليمن، وعن يسارهم يقع، مسار السلام، ذلك السلام الذي سيطلق الشعب اليمني من معتقلاته، وسيدمر الحواجز المادية والمعنوية والدعائية التي فرقوا بها بين اليمنيين، وحرصوا على زرع الفتن بينهم بتقسيمهم إلى طبقات بحسب تصنيفاتهم وتقسيماتهم السلالية.
ولذا، فالقادم ليس في صالح الطائفة الرسية في اليمن، سواء ببقائهم بنادق مستأجرة، وطائفة منبوذة بين محيط اليمنيين، أو بقبولهم بالسلام، فالنور قادم، ومصير الشعارات والخزعبلات وقصص القداسة والملازم السوداء، ستصبح مواد للتندر والسخرية لليمنيين، وكل ما سبق هي مسامير صلبة في نعش الإمامة الأخير، وإلى الأبد.
هل تعرفون من هو الخاسر الأكبر بين هذا الركام؟
هم من باعوا يمنيتهم وأخلاقهم وقيمهم وكرامتهم، وقبلوا أن يتحولوا إلى شقاه وعبيد لدى السلالة، مقابل وظيفة أو مليون ريال من سواق عبدالكريم الحوثي، فهم لا حافظوا على يمانيتهم ولا حازوا على خيط من ولايتهم المزعومة.
خواتم مباركة، ونسأل الله قرب الفرج عن شعبنا الكريم العزيز.