سررت بخبر صدور الطبعة الإنجليزية من كتاب الجريمة المركبة، أصول التجويع العنصري في اليمن، للمؤلف الباحث في مجال حقوق الإنسان الأستاذ همدان العليي @hamdan_alaly، نظراً لأهمية هذا الكتاب الذي يحشد بين ثنايا أوراقه تفاصيل معركة اليمني مع غول العنصرية وشبح الإمامة المتجدد كل حين.
عند انتهائك من قراءة آخر صفحة من هذا الكتاب، تدرك الجهد العظيم الذي بذله الكاتب وهو يسرد أصل المشكلة ويغوص في عمق أساليب وأفكار وأدوات وطبائع وأطماع الإمامة قديما وحديثا، ويفند منطقها ويفضح هويتها التي حاولت - لفترة زمنية على الأقل - إخفائها. هذا ليس مجرد كتاب، بل وثيقة تاريخية شاملة تضع المشكلة جلية واضحة أمام أعين كل شخص يريد إبصار حقيقة وخطورة العنصرية السلالية.
يحوي الكتاب فصولاً أربعة، تناقش جذور المشكلة العنصرية الإمامية ببعدها التاريخي وسياسة التجويع التي أجاد الإماميون انتهاجها كأداة لتطويع اليمني خدمة لمشروعهم السلالي العنصري المقيت، وينتقل الكاتب كاشفاً موضحا بحقائق لا تقبل اللبس جميع الممارسات التي انتهجها ومازال ينتهجها الحوثيون اليوم مستفيدين من إرث أجدادهم وأساليبهم في محاولة سحق هوية اليمني من خلال تدمير أي جهد تنموي ونشر الجوع وسرقة مقدرات البلاد كلها، ويستعين المؤلف خلال رحلته البحثية هذه برؤى قانونية وموثقا جرائم الإمامة بشهادات محلية وصور مثبتة ودراسات وشهادات دولية وعربية.
يؤكد المؤلف مرارا و بمرارة كيف استهدفت المنظومة الإمامية وايدولوجيتها العنصرية أقوات اليمنيين في محاولة لتجويعهم تمهيداً لإخضاعهم على مدار الأزمنة المختلفة، باعتبارها استراتيجية مقرونة بنجاح مشروع سيطرتهم العسكرية والثقافية على أبناء اليمن، وهو الأمر الواضح الجلي في وقتنا الحالي، حيث تمنع ميليشيا الحوثي صرف رواتب الناس وتقف حجر عثرة أمام كل المقترحات لتوحيد الإجراءات الاقتصادية في ربوع البلاد، وتساهم لوحدها في خلق اقتصاد حرب بديل يعيد تشكيل الثروة لتبقى بين تيار العنصرية وأعوانهم وحسب مع ترك اليمنيين يتضورون جوعا ويصارعون لأجل لقمة عيش صغيرة تسد رمق جوعهم وشدة حاجتهم.
هكذا إذن هي الإمامة، ومشروعها العنصري البغيض، عارياً أمام كتاب يتجاوز الـ ٦٠٠ صفحة موثقا بأدلة وبراهين وشهادات وأحداث فاجعة يصعب على المرء، أي امرئ ، حين ينتهي من قراءته أن لا يعي أخيرا حجم المعضلة الكبيرة التي تعاني منها اليمن وهي تواجه هذا السرطان العنصري الذي ما فتئ يدمر خلايا الإنسان اليمني ويهدر حياته وأحلامه يوما بعد آخر.
ونظراً لأهمية هذا الكتاب وما يحتويه من أدلة وبراهين وشهادات وأحداث وشرح مفصل لماهية المعضلة العنصرية وأبعادها، استغرق جمعها وتحريرها من الكاتب أكثر من خمس سنوات، فإنه بات من الأهمية على كل يمني حر منخرط في مواجهة جرائم جيش الإمامة الجديد أن يساهم في نشر هذا الكتاب قراءة ومشاركة ونشراً وطباعة.
على أن الجهد الأكبر يجب أن يكون على عاتق جهة قادرة بفعل امكانياتها على ضمان تحقيق الاستفادة القصوى من مؤلف كهذا، وأعني هنا الحكومة الشرعية ممثلة بوزارة الخارجية ووزارات الإعلام والأوقاف والتعليم من خلال عمل ما يأتي:
- طباعة هذا الكتاب باللغة الانجليزية على حساب الحكومة الشرعية وتوزيعه على السفارات اليمنية في الخارج في الدول المختلفة خاصة في الدول الغربية لتقوم هذه السفارات بإهدائه إلى السياسيين والإعلاميين والمؤثرين والمهتمين في تلك البلدان. من شأن هذه الخطوة أن توضح للرأي العام العالمي عن أي جماعة إرهابية نتحدث، فهي ليست مجرد جماعة قومية تطالب ببعض الحقوق كما يتصور البعض، بل في كونها مشروعاً عنصرياً خطراً سيتوالد الإرهاب وثقافة التفجير زمنا بعد زمن.
- المساهمة في نشر الكتاب رقمياً من خلال وضعه في كافة المواقع الحكومية كعنوان بارز على التوجه الوطني لمحاربة العنصرية والإمامة بثوبها الحوثي الجديد كامتداد للنضال الثقافي والإعلامي ضد الإمامة.
- إهداء هذا الكتاب لكافة الدبلوماسيين الذين تتعامل معهم وزارة الخارجية.
- الإيعاز لخطباء المساجد بتخصيص بعض الوقت لقراء محتوى الكتاب وتوزيعه عليهم مع التوجيه بضرورة إيضاح ما يحتويه لعامة الناس.
- إدخال مقتطفات مناسبة من الكتاب في منهج وزارة التعليم في المناطق المحررة ليبقى الجيل الحالي شديد الوعي متصلاً بالمأساة التي ساهمت جماعة الحوثي العنصرية في صناعتها وحولت بسببها بلدا جميلا كاليمن إلى كومة خراب.
افعلوا شيئا، اقرأوا هذا الكتاب أو اطبعوه، أو لا تفعلوا ..
هذا الكتاب سيبقى دليل إدانة ووثيقة توضح إلى أي مدى أجرمت فيها ثقافة العنصرية الإمامية في حق اليمنيين.