ظلت الجماعة السلالية العنصرية تتذرع بالعدوان لنهب اليمنيين وإفقارهم ومصادرة حقوقهم، حتى سقطت تلك الذريعة، وعندها ثار اليمنيون ضدهم مطالبين بكف الأذى عنهم، وترك الدولة وإعادة المرتبات المنهوبة والحقوق المصادرة.
فعلا كانوا في وضع صعب، حتى أن كبيرهم اضطر لإقالة من يطلقون عليه رئيسا للحكومة بن حبتور، وملئوا الدنيا ضجيجا بما أسموه وعد السيد بتغييرات جذرية، وكل هذا كان لامتصاص غضب اليمنيين الهادر ضدهم وضد ممارساتهم الطائفية العنصرية.
جاءت أحداث غزة، وعندها وجدت العصابة في تلك الحرب فرصتها الذهبية للهروب إلى الأمام، والعودة لقمع الناس من جديد بذريعة الحرب ضد إسرئيل، وفعلا نجحت في تكميم أفواه الناس وحرف أنظار البسطاء عن المآسي التي تسببوا بها في اليمن إلى مسرحية السفينة الفارغة، وإلى إطلاق مسيرات كرتونية لا تغني ولا تسمن من جوع، لا تعمل إلا ضد اليمنيين.
هذا هو حال العصابات، فإن لم تجد حروبا وكوارث تتكسب من ورائها، تشعل وتختلق حروبًا لإنهاك الناس وتشتيت أنظارهم واهتماماتهم وتبديد لمطالبهم.
نحن مع القضية كسائر العرب، ولكن ليس على حساب الشعب اليمني العزيز الصابر، الذي يرزح تحت سكاكين وجرائم هي الأفتك في المنطقة العربية.
من دمر اليمن لن يبني طوبة واحدة في أقصى الأرض، ومن قصف مكة لن ينقذ القدس، ومن جوع وأفقر اليمنيين لن يُطعم فلسطييين.