عبدالسلام القيسي
رصاصة صالح الأخيرة
الأحد 3 ديسمبر 2023 الساعة 17:47

وفي الذكرى السادسة لانتفاضة ديسمبر المجيدة، علينا أن نتذكر، فهذا ديسمبر.. ذكرى وتذكرة.. بياناً وتبييناً للأحرار، وأن عليهم السلوك مسلك علي عبدالله صالح فهذه الليلة قبل ست سنوات كان علي عبدالله صالح يحشو بندقيته برصاصته الأخيرة ويقول: المجد لليمن، الموت ولا المذلة، أنا علي عبدالله صالح، وأطلقها وطار إلى السماء.. كان علي عبدالله صالح وبالثلة التي معه يقاتل نيابة عن كل اليمنيين، باسم كل اليمن، حفظاً لليمن. 
 
كان يقاتل وهو يدرك  النهاية والعظماء يقاتلون فقط طلباً للنهاية، انتهاء الحياة، وهذه النهايات فتحاً لبدايات جديدة. 
علي عبدالله صالح كان يقاتل وهو يدرك الموت، وانتصاره الملحمي بكونه أشرع للناس باباً ماجداً يمتد إلى الساحل الغربي، وهنا يتبادر السؤال الكبير للناس: لماذا أطلق صالح رصاصته الأخيرة؟

لماذا أطلق صالح رصاصته الأخيرة؟

وجد صالح نفسه وحيداً في صنعاء، يحاول وحزبه التماهي مع الحدث، ربما الجماعة هذه ستتروض وتصير نوعاً من أنواع الدولة ولسوف تمتزج وتكون فاعلاً أساسياً في حفظ البلاد الآيلة للسقوط ووجد نفسه مداناً من الجميع وهو البريء من كل إدانة، ولقد أراد كمصلح من كبار الحكماء الذين عرفتهم البلاد وكشريك سياسي ترويضهم، وهذه فكرة جميلة لو أنهم قبلوا بها، وعملوا لأجلها،كانت ستنجيهم، وربما ستنتهي الحرب، طالما يجنح الكهنوت لشكل الدولة..

خاب ظن صالح، وظن حزبه، وبقي وحده بفوهة الخطر، والجماعة تتداعى للتأليب ضده، وليس هذا مناط الأمر، بل الجلل في أنهم وبظل الشراكة أرادوا مسخ الهوية اليمنية لصالح الايرانية، يبتدعون تلك الاحتفالات الخمينية، وصالح رفضها تمام الرفض، ذهبوا لتغيير منهج التربية، وهذه كانت حاسمة لدى صالح الذي رفض، ولم يثنهم رفضه وعدم قبوله بخومنة البلد بل ذهبوا لإقرار الخمس في البرلمان ولم يقبل صالح، وأبى حزبه أن يكون شريكاً في هذا التجريف المريع..

كان بقاء صالح في صنعاء حفظاً للملامح اليمنية، إما وينجح في اليمننة، لهذه الجماعة،أو يعلن الرفض ولو كلفه ذلك دمه، وقد عبر عن رفضه مرات كثيرة، أدى هذا الرفض لقرار قاطع يتخذه صالح وهو المقاومة والقتال، وقرار صالح من أعظم قرارت زعماء التأريخ وأن تقاتل بقلة قليلة كثافة الظلام لهو المجد، وفي خلدي أن صالح يدرك أن لا قِبَل وطاقة له بهم، وزن الأمر ووازنه، الموت هو النصر الوحيد، بالموت سينتصر، وأطلق رصاصته بوجه الطغاة والبغاة ليموت، موته مشروعاً جمهورياً سوف يستمد قوته من شجاعته، وهذا الذي حدث بموت صالح

رغم حزننا والألم الذي مزق الأوردة، لكن موته كان آخر الأمجاد وآخر الهدايا التي قدمها صالح لشعبه، لم يلق بصالح أن يفر ولا يليق به أن يعتقل، أو يحجر في بيته، وشعبيته الفارقة يجب أن تفتح مسارها المختلف في صلب المعركة الوطنية والدم المنثال من أوردته هو السبيل الوحيد لحدوث ذلك،ولنسمي الذي حدث بأي مسمى، شجاعة، حنكة، وضربة حظ، أي شيء،فالشيء الماثل أمامنا هو الحقيقة الواحدة، ولو بقي صالح ربما يموت على فراشه بعد عام وصمت، وستذوب شعبية الرجل الخرافية لصالح الحوثي، وهذه كارثة، ومن أقدارنا الجميلة أن ذلك لم يحدث، شاءت الأقدار بل ترتبت أقدار السماء ليمت برصاصة الكهنة القادمون من أسحق العصور وأشرعت لشعبيته درب النضال..
وهذا أجمل الذي حدث..

كان حظنا بصالح هو الأصلح له ولنا ولهذه المعركة أم يمت.. وفي أحايين كثيرة أجد من يتحدث ويتأمل ويمني نفسه من حبه لصالح أن الزعيم لا زال حياً وكي أقطع عنه الأمنيات أقول له: لو علي عبدالله صالح حي يرزق ولم يمت، فسوف أكرهه، فهذا يعني سوء الخاتمة، وخاتمته من الخواتيم الفريدة عبر التأريخ، بأكمله..

والآن،علينا أن ندرك لماذا أطلق صالح رصاصته الأخيرة؟

أطلقها ليكشف الجوهر اللعين للكهنوت، كمن يقول أنا عجزت عن إيجاد أي رابط يمني معهم، أو مؤسسي، وعجزت عن إستحضار الديمقراطية والحكم المؤسسي في أرواحهم، وهذه رصاصتي الأخيرة تعلن لكم أن الرهان على هذه الجماعة رهاناً خاسراً وسوف أموت وقد شرعت لكم طريقاً ملحمياً تسيرون فيه الى الانتصار لليمن، والحقيقة الكاملة والمختصرة: حافظ علي عبدالله صالح على مكتسبات الجمهورية من صنعاء في صراع وجها لوجه مع الكهنوت ولم يهرب وأستطاع إعاقتهم خلال سنوات من تمرير كل مشاريعهم، كانت معركته أشد، وعندما عجز أطلق الرصاص وأرتقى شهيدا الى السماء وأنجب ملحمة يكتبها الحراس في الساحل الغربي،عظمة.. ولكن الرصاصة الأخيرة تلك تجذرت وتعملقق وأصبحت جهة ووجهات وجبهة وجبهات وما زالت وصايا صالح تحشو بنادق الرجال وهم يثقبون جمجمة الكهنوت..
 
رصاصة صالح الأخيرة أنجبت الساحل الغربي، وقد نجح في إيجاد المعنى والمبنى للنضال، بدمه.

مقالات
د.عبدالوهاب طواف
أنفاق الجماعة في جبال صعدة
نبيل الصوفي
ثواني الحادث وألطاف الله الهادرة
نبيل الصوفي
عن مصدر هزائم اليمنيين الأول
كامل الخوداني
مناضلين "فير اند لفلي"
همدان العليي
عن تحريض اليمنيين ضد الأشقاء
همدان العليي
حراك الأقيال الفكري.. حارس الحقيقة