من ينشأ على الاعتقاد الديني بأنه "فاضل" في ذاته بموجب القُربَى والنسب الشريف، لن يجتهد كثيراً لفعل ما يجعله "مفضولاً" من الناس، نافعاً لهم، مُحبَّباً إلى نفوسهم.
فهو مكتف بذاته، منغلق عليها، مستغن عن رأي الناس، زاهد في طلب تزكيتهم واعترافهم،
لأن "فضله" -كما يعتقد- قديم وأزلي سابق لوجودهم، و"شرفه" ناجز ومحسوم لا يحتاج إلى برهان مادي دنيوي يدل عليه من خارجه، فبراهينه كامنة فيه وقد تقررت واكتملت بالوحي الإلهي.
ما يعني أن "الفاضل" يظن أنه يستمد فضله من السماء، أما "المفضول" فهو يعرف أنه مفضول من الناس في الأرض، بأعماله ومواهبه وآثاره النافعة وصفاته المتفوقة الجذابة.
نستنتج مما سبق أن "الفاضل" شخص لا يعوَّل عليه لبناء دولة وحضارة، وإنما "المفضول" هو من يفعل دائماً.