أؤمن بالأمة اليمنية ذات التنوع العرقي والفكري.. وأوقن بأن التعايش القائم على أساس المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية هو الحل الوحيد لإنهاء الحروب في أنحاء العالم وليس اليمن وحسب، ولهذا لست مع دولة العرق الواحد ولا اللون الواحد.
كما أدرك بأن الحوثيين لا يفرقون بين اليمنيين ويستهدفون السكان الأصليين وغيرهم من الذين قدموا إلى اليمن خلال القرون الماضية.
لكن يجب الإعتراف بأن حقد المشروع العنصري على القبائل اليمنية الأصلية (القحطانية) مضاعف ومركز منذ أن جاء يحيى الرسي وجماعته إلى اليمن حتى هذه اللحظة. وقد استمروا في ارتكاب الابادات الجسدية والثقافية (الجماعية والجزئية) ضد السكان الأصليين ونشر معتقدهم العرقي المثبت عنصريته في كتبهم وذلك بهدف السيطرة على اليمن.
ولهذا.. وأمام هذا التوحش العنصري، نحن مطالبون بالحديث عن حقوق اليمنيين المسلوبة بشكل عام، وحقوق السكان الأصليين خصوصا.
يجب تسليط الضوء على هذه الجريمة التاريخية بكل شجاعة وشفافية.. ليس للانتقام أو استهداف أو إقصاء أي مكون يمني، بل للحفاظ على الحقوق والتوقف عن استهداف أبناء تراب الأرض ومحو ذاكرتهم وامتدادهم الحديث تحت لافتات دينية خادعة أو سياسية كاذبة، وهذا مبدأ إنساني عالمي وحق أصيل لا يجب الخجل من الحديث عنه والمطالبة به. بل على الجميع - الداخل والخارج- احترام رغبات ومطالبات السكان الأصليين الرافضين لاستهدافهم جسديا وثقافيا على يد عرقية لاتزال تبني مشروعها على كونها وافدة من خارج اليمن ومميزة ومقدسة وبناء على ذلك ترى أن الحكم والمال والجاه لها حصرا وفق خرافة "الولاية" والمبررات الكهنوتية الثيوقراطية.
ولأنها ترى ذلك بناء على معتقد منحرف، تستهدف السكان الأصليين (القبائل اليمنية) منذ مجيئها إلى اليمن وترى فيهم عقبة أمام طموحها التاريخي ومجرد أتباع وعبيد ليس عليهم إلا السمع والطاعة والقتال وجمع الأموال لأجلها.
*من صفحة الكاتب.