نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن المفاضلة بين الأنبياء ونهى عن تفضيله على أحد منهم بعينه بل كذب من قال ذلك
فقال صلى الله عليه وسلم:
“لا تخيروا بين الأنبياء لا تفضلوا بين أنبياء الله..
ما ينبغي أن يفضلني أحد على يونس بن متى…
لا تفضلوني على موسى..
من فضلني على يونس فقد كذب…”
وهي أحاديث صحاح في البخاري ومسلم وغيرهما؛ فنهى النبي عن ذلك لما يترتب عليه من مفاسد
رغم أن التفاضل بين الأنبياء بالرسالة والنبوة والمنزلة أمر قطعي في القرآن
كما قال الله سبحانه:
( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض )
( وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْض )
فكيف بمن يخوض اليوم معركة عسكرية أو سياسية أو فكرية أو علمية أو دعوية
مصرا على تفضيل أسرة أو قبيلة معينة على كل البشر؟
ليسوا بأنبياء ولم ينطق بفضلهم القرآن ولم يصح بتفضيلهم صريح قطعي في السنة
فكيف وهو تفضيل معارض للفطرة وقطعيات وكليات ونصوص وأحكام الشريعة
فهذه الخرافة أوجب بالإعراض والإمساك والنهي عنها من مسألة التفضيل بين الأنبياء والتخيير بينهم القطعية بالقرآن، لا سيما مع وجود مفهوم تمييزي عنصري سلالي منحرف لهذه الخرافة في الواقع
ومع استثمار إيران وأذرعتها لها لإقامة مشروعهم الصفوي في جزيرة الغرب، وبدعم من أعداء الأمة لإقامة هذا المشروع التدميري الذي يراد له الحكم والسيطرة على المسلمين باسم هذه الخرافة
فضلا أن انحطاط الأمة دينا ودنيا وتفرقها وفتنها لا سيما في اليمن منذ قرون وإلى اليوم، هو بسبب بدع وشركيات وجرائم ومذابح وحروب سدنة هذه الخرافة بشقيها المتشيع والمتصوف وعكفتهم وزنابيلهم
و إلى اللحظة لا زالت ترتكب باسم هذه الخرافة وحقهم وفضلهم ومودتهم وولايتهم أعظم الجرائم
وصلت إلى تدمير بلدان بأكملها وإهلاك دول بتمامها، وما العراق وسوريا ولبنان واليمن خبرها عنكم ببعيد.
فعلى طلاب العلم والدعاة المتحمسين بحسن نية للدفاع عن هذه الخرافة والتفاضل الطبقي السلالي في الإسلام بأدلة لا تصح وبصحاح لا تدل
أن يدركوا أن هذه مسألة ليست من أصول الملة ولا من أركان الديانة ولا من واجبات الشريعة إن لم تكن مناقضة لها
وإهمالها اليوم ورفضها هو الأولى بل المتحتم
كما أن كثيرا من شرائع الإسلام وفرائضه وعقائده اليوم منتقصة
وشعوب من المسلمين مشردة ودول مدمرة بسبب هذه الخرافة
فهذه القضايا هي أولى بالاهتمام وتفريغ الجهود والبحوث والأوقات لها من قبل الدعاة وطلاب العلم
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد نهانا عن تفضيله على من هو أفضل منهم من الأنبياء
فأولى أن ننتهي عن تفضيل من ينتسب لقبيلته على غيرهم من الناس
لا سيما ومن تجتهدون في تفضيلهم هم في الجملة الذين أهلكوا الحرث والنسل والعباد والبلاد والدين والدنيا باسم خرافة الآل والولاية والوصية والدعوة إليها والحكم باسمها
*أمين عام حزب اتحاد الرشاد اليمني.