تحل علينا الذكرى ٣٣ للوحدة المباركة ويمننا الحبيب يمر بأصعب حالاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وشعبنا يقاسي الويلات.
الوحدة التي لطالما كانت هدفًا مجمعًا عليه، ومطلبًا شعبيًا، شمالًا وجنوبًا، ناضل من أجل تحقيقه أحرار اليمن على مدى أجيال متعاقبة، وتصدر أهداف ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين.
الوحدة التي يحمّلها البعض وزرًا هي منه براء!
الوحدة لم تكن غاية لليمنيين كهدف سياسي فحسب؛ بل لكونها قيمة دينية وأخلاقية ووطنية أولًا، وحالة طبيعية لشعب وجغرافيا واحدة، وما خالف ذلك هو الاستثناء. ولهذا؛ فإن على كل اليمنيين الإدراك واستيعاب الحقائق إلى مرحلة اليقين بأن الوحده تمثل القوة الجمعية والحصن المنيع ضد كل المخاطر القادمة من الخارج، الحاصلة والقادمة والمحتملة أيًّا كان شكلها ونوعها ومصدرها، وتوفر الحماية من التمزق والشتات الذي نعيشه اليوم.
إن حالة الشتات والفرقة والصراع قد تحول اليمن إلى جُزُر وكانتونات متناثرة متناحرة لا قيمة لها ولا وزن، وقد تأخذ مداها لعقود لا قدر الله.
ما أحوجنا، كمكونات وأحزاب وفصائل ومجتمع، إلى التمسك بالوحدة في أيامنا هذه لمواجهة الأخطار، وأكبر خطر يهدد وجود الجميع في اليمن يتمثل في عبدالملك الحوثي وجماعته السلالية ومشروعهم العنصري الظلامي؛ جماعة اختطفت الجمهورية والدولة، ومنعت الديموقراطية وصادرت الحقوق والحريات، وتمارس التشطير بشكل عملي ويومي؛ فقد فصلت العملة، وقطعت الطرق، وأقامت الحواجز، وباعدت بين أبناء المحافظة والمديرية الواحدة؛ بل وصل الأمر إلى الأسرة الواحدة، وتلاعبت في الرقم الوطني وأرقام جوازات السفر، ومزقت النسيج المجتمعي بإثارتها للطبقية المقيتة والنعرات المذهبية، وتعمل كل ما يمكنها من مشروعها الدموي على حساب الوحدة الجغرافية والديموغرافية.
أخيرًا: على الجميع أن يدرك بأن كل الحقوق والحريات والمشاريع والمكتسبات الخاصة والعامة مرهونة بالتمسك بمصادر القوة والمقاومة، وفي مقدمتها الوحدة.. وكل عوامل الضعف والتفريط مصدرها الشتات والتمزق في مواجهة الخطر الجمعي الداهم المتمثل في الحركة الحوثية البغيضة، التي نقلت معركتها مع المجتمع اليمني بأكمله من الأرض إلى السماء ونصبت نفسها وكيلًا للسماء على الأرض، تمنح صكوك الغفران لمن يسّلم تسليمًا، وتُظهر قرون الشيطان لمن يخالف أو يتمنع،
والله من وراء القصد
وكل عام وأنتم بخير
* الناطق الرسمي باسم المقاومة الوطنية- عضو القيادة المشتركة في الساحل الغربي- عضو اللجنة العسكرية والأمنية المشتركة.
*نقلاً عن وكالة 2 ديسمبر.