المكحل هذا الاسم الذي أقلق مضاجع عصابة الحوثي الإرهابية وأرعبها، فقد تابعنا كلاب الحوثي وهم يصرخون على شاشات التلفزة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي خوفا على كيانهم بعد أن رأوا أولئك الشبان من أبناء مدينة إب القديمة المشاركين في جنازة المكحل يرسلون رسالة حادة كالموس مفادها أن مقتل المكحل لن يؤدي إلى تخفيف الرعب عنكم يا دنس التاريخ وعفنه.
اعتقدت عصابة الحوثي أن قتلها للثائر حمدي الخولاني الملقب بالمكحل سيحميها من هذا الثائر الذي امتلك إرادة الشهادة والموت في سبيل الدفاع عن دينه ونبيه وعن أعراض الصحابة التي تمادى سفهان العصابة في القدح فيهم وفي أعراضهم، لم تدرك هذه العصابة أنها كانت في مواجهة ابن هذه الأرض وملحها المبارك وأنه سليل آباء آمنوا برسالة السماء منذ أول يوم ولا يمكن أن يستسلموا لهذا الجرذ المختبئ في جحر ملوث بمخلفاته.
لقد أنهت هذه العصابة حياة المكحل على الأرض، لكنها لم تدرك أنها أحيته في قلوب الملايين من اليمنيين، فهو لم يكن معبرا عن نفسه، بل كان معبرا عن روح شعب يرفض الخنوع والاستسلام، لقد رمى الخوف وراء ظهره وعبر عن رأيه بفدائية، كان هناك شيء بداخله يقول له إن هناك ما هو أغلى، ماهو أعز وأجل وأبقى، إنه دين الله الذي تشوهه هذه العصابة ورسوله الذي حولته من رحمة للعالمين إلى ملكية خاصة.
مسيرة الشباب الذين ساروا في جنازته أسقطت هيبة وقدسية الصنم الحوثي الذي تم الترويج له طويلا من زعماء العصابة ومن المتخاذلين الذين ساعدوا هذه العصابة على ممارساتها السادية والهمجية في تقتيل الشعب اليمني، لقد خلق هؤلاء الشباب العزل حالة من الرعب والهلع لدى العصابة، مما جعلها تمارس الانتقام ومحاصرة المدينة القديمة بأطقمها المدججة بالسلاح.
لقد أدرك المكحل بفطرته السليمة بأن الوطن والدولة والمجتمع في خطر إذا استمر الصمت على الإساءة لدينهم ورسولهم وصحابته وإذا استمروا يقبلون بانتهاك حياتهم وكرامتهم ووجودهم، لذلك قرر أن يقول لا، فكيف يصمت على جعل الجرذ عبد الملك الحوثي مقدما على رسول الله وكيف نقبل بجرائمه المتواصلة وهو كل يوم يعمم على عصابته بسرقتنا، فقرر أن يتصدى لجريمة السكوت ومواجهة العصابة وأدرك أن حكام الصدفة سيذهبون وسيبقى الشعب اليمني.
هكذا قرر المكحل أن يكون الباب الذي يفتح للكثير من الشباب الثائرين للانتقام والرد على جرائم الحوثي والخروج على الصمت، إذ أن الصمت عار، وردود أفعال أتباع هذه العصابة سواء عبر استخدام القوة أو عبر وسائل إعلامها يؤكد أنهم أوهى من بيت العنكبوت وأنهم سيفرون في قادم الأيام من أمام الثائرين كما تفر الكلاب الضالة، فهذه العصابة تقاتل بنا وقد حان الوقت لأن نوحد بندقيتنا إلى صدرها لكي تنعم اليمن بالحياة، يجب أن يكون شعارنا اليوم وغدا نحن الكرامة ونحن السيادة، وهذه العصابة مكانها تحت الأقدام.