نحن بحاجة شجعان.. الشجعان الذين لا يقاتلون من أجل الصور بل للمعاني فقط.
أي: شجاع لا يفعلها دفاعاً عن الجمهورية واستعادة لها فهذا حديث مستهلك وممل، بل يضرب الأرض بروحه لأجل كرامته.
مقاتل يشعر أن مكانته تزال فينتفض لأجل مكانه ومقاتل يقاتل من أجل أرضه وبيته أكثر مما يقاتل لأجل الدستور والقانون والمواثيق وأهداف الثورة..
عن معنى نفسه فقط، ليس لمعنى آخر.
ذلك الشخص الذي يرغي ويزبد بحجة قتاله للكهنة صوناً للجمهورية وللوطن وللأكليشيهات المستهلكة يفر من أول جولة ويتخلى عند أول مصلحة
ويتحول مع العدو عند أول ورقة خضراء..!
دعونا نتفق أن الفداء الحقيقي يكون لك أولاً.. أنت شارد وتارك لبلادك وأهلك.. قاتل لأجل هذه.
أنت تعرضت للإهانة، ضحِ لأجل محو ذلك.
أنت فقدت أموالك ومستقبلك: لتستعد بقتال الكهنة كل ذلك!
على كل شخص أن يقاتل لأجل حيزه الصغير.
من فقد شيئاً عليه أن يقاتل لاستعادته.. من أراد شيئاً.
ثم بهذه وحول هذه المنافع الصغيرة تتشكل المنفعة الكلية والتي هي الوطن والجمهورية، تتشكل بذاتها كما يتشكل اللهب في ذات الحريق.
قاتلوا عن المحسوسات في حياتكم، عن الأشياء، وليقاتل كل شخص عما ينقصه وشعر بفقدانه وليرد اللطمة عشراً أو ألفاً أو مليوناً.