أحب أن أخبركم وأطلعكم أن كل أحاديث ومراسلات ومفاوضات وتحركات الجماعة الحو ثية مع الأمم المتحدة والمبعون الأمريكي وعُمان، وكذلك مع السعودية، تنبع وتأتي فقط من وجهة نظر الجماعة لا اليمن، وتسعى لترسيخ وجود الجماعة لا الدولة اليمنية، وتجتهد في إقناع الجميع بأن عبدالملك رجل سلام، وهو الجدير بحكم اليمن، وأن الإمامة أفضل من الجمهورية لليمن، وأن الجماعة ستمنع تسلل اليمنيين إلى السعودية للعمل مقابل الاعتراف بالجماعة سلطة حاكمة، وكثير من الوعود البيزنطية التي تهدف لإقناع الجميع بالحوثية لا بالدولة اليمنية وبمصالح اليمنيين.
تشترط في كل اجتماعاتها أن تظل خبايا المفاوضات بعيدة عن كل الأطراف السياسية، بما فيها مؤتمر صنعاء، لأنها مفاوضات من أجل سلالة لا من أجل اليمن.
الجماعة لا يهمها يمن ولا شعب ولا مرتبات ولا توقيف حرب ولا قطع يد إيران من اليمن ولا ضحايا الحروب ولا خسائر الناس، ولا شيء سوى ترتيبات الجماعة السلالية وإقناع المجتمع الدولي بالموافقة على تسليمهم اليمن، وتحويله لسجن كبير لأهله بإدارة عبدالملك، ولذا لم تنجح المساعي العُمانية، ولن تنجح، وأي مساع لا تصب في صالح اليمنيين لن تنجح، وأي طبخات لا تصب في صحون اليمنيين لن تنضج، وأي قرار لا يصب في صالح أمن وأمان ومرتبات اليمنيين لن يكون. ولذا فالشرعية تسعى لعودة الدولة، والتحالف يسعى لعودة الدولة اليمنية لا المجيء بعصابات وكيانات طائفية.
هذا ما نعدكم به، وهناك الكثير في الطريق من المواقف والقرارات التي ستصب في صالح الوطن والمواطن، وإن كانت تسير في مسارات بطيئة، فهذا بسبب الواقع المرير، الذي تسببت به الجماعة السلالية خلال سنوات طويلة من تمردها على الدولة، وخيانتها للمجتمع اليمني.
نسأل الله حُسن المخرج وإنقاذ أهلنا في اليمن.