هذه الأرض لا تفرط بدعاماتها وأوتادها مهما تقادم عليها الدهر.
قبل حوالى ألفي عام مر هنا سيل العرم فأغرق كل شيء. ومرت بعده سيول وأعاصير ورمال وأحداث وأمم وشعوب. لكنها الارض الوفية التي لم تفرط بأوتادها، بل زادتها القرون عبقا وأصالة وشموخا.
ومن مأرب ارتقى عبدالرب الشدادي شهيدا مجيدا يمانيا في الخالدين.
كان أبا سيف وتدا من أوتاد البلاد ودعامة عز ومجد لا تعرف الانحناء، كان سارية العلم الجمهوري التي بقيت منتصبة حين انتكست الأعلام، والقلعة اليمانية التي ظلت حصينة شامخة يوم تهاوت قلاع وحصون.
عبدالرب الشدادي.. سيحفظه التاريخ ويدونه في أنصع صفحاته ويرسم صورته خالدا في عقول وأرواح بني قحطان مادام فيهم روح وحياة.
سلام الله ومغفرته ورضوانه وصلواته عليك يا بن قاسم في كل حين، وسلام على الأرض المباركة التي التهمت جماجم الغزاة وطحنت عظام السلالة فتجعلها وقودا ينير مقامك العالي ومقامات رفاقك الشهداء.
السلام والمجد والتحية لرفاقك الذين ظلوا على دربك ولا يزالون. فتيانا يمانين شجعان أنقياء كنقاء روحك يذودون عن البلاد ويصنعون لفلول الإمامة نهاياتها المخزية.