منذ الاعتداء على سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وآل بيته، من قِبل مرتزقة مالك الأشتر ومحمد بن ابي بكر الصديق، تعرضت المنطقة العربية لزلازل متتالية، أبطالها غلاة العلوية والعباسية، مما أدى إلى اضعاف الدولة الإسلامية، وسفك دماء كثيرة، معظمها من دماء خيرة صحابة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام.
أما اليمن فقد دخل في كهف الصراعات وسرداب الحروب، منذ مقدم الدجال يحيى الرسي إليه عام 284 هجرية، نزع عن أهله الخير والنعيم والأمن والأمان والسلام، مما أضطر اليمنيون لخوض مواجهات دامية مع خرافات السلاليين وجرائمهم، إلا أن جهودهم الوطنية كانت توجه ضد الأدوات السلالية، وثمار المشروع السلالي الفارسي العنصري، ولم تكن تلامس جذور المشكلة، ولذا ما أن كانت معاول المقاومة اليمنية تُسقط سلالة من ذلك الداء حتى تحل بدلًا عنها سلالة أفتك من الأولى، وأكثر سُمية وتحصينا ومقدرة على التكيف مع المتغيرات.
اليوم اختلف الوضع، فهناك جيل جديد من الشباب المتنور، يقود حملة تنوير وطنية، عالية المستوى، تستهدف كهف خرافات السلالة، ومنجم عقائدهم الباطلة، وخزان عنصريتهم، وبيت الداء، الذي يفقس لنا أجيال متتابعة من تلك السلالات المتحورة القاتلة.
عام 2022 هو عام هدم الخرافة، وهو العام الذي وصل فيه الوعي إلى مراحل متقدمة، وفيه تغلب اليمانيون على غلاة دعاة التقديس، وكهنة التخريف، وسماسرة التحريف، وتجار التزوير، الذين استهدفوا خلال قرون طويلة تاريخ الدولة الإسلامية عامة، واليمنية خاصة، وفيه بدأت جهود النساجون الوطنيون بالتشكل والظهور والنضوج، فبدأت ملامح الهوية اليمانية بالبروز، على أنقاض مشروع الموت السلالي الطائفي العنصري.
أرى يمنا جديدا يتخلق في الأفق، بعيدًا عن سلاسل الدجل وزنازين الطغيان المذهبي، وخناجر التطرف الطائفي.
نعم لعودة اليمن إلى جذوره الحضارية الوضاءة، ونعم لإسلام نقي بلا تحريف أو تزوير، ولا لمذهبة الدين وتطييف الدولة.