د. أحمد ردمان
أكفان الإمامة
الاربعاء 13 يوليو 2022 الساعة 20:28

تُنسج الملبوسات وفقا لمتطلبات اللّابسين على اختلاف أذواقهم وثقافاتهم وبيئتهم وطبيعة حياتهم فما يصلح لساكني السواحل مختلف عن ما يلبسه قاطنو الهضاب، وما يخاط للمتدينين مخالف لما يلبسه ذوو المجتمعات اللادينية، وما يلبسه المعلم خلاف ما يلبسه المحارب.
وفي ظل الرزية الإمامية على اليمنيين خيطت الكثير من الأكفان التي لُفت بها أجساد صرعاها وكذا أجساد الشهداء الذين ارتقوا في مقارعتها وتلك سمة للحياة الموبوءة بالإمامة منذ قرون ذلك أن إنشابها للمعارك يضمن لها حضورا وإن كان في زوايا قذرة من الحياة والمجتمعات.
ولعل معركة اليمنيين اليوم مع الإمامة هي المعركة الأخيرة نظرا لانكشاف ما بقي مستورا من سوآتها، ولهذا فقد بدأ اليمنيون بنسج أكفان الإمامة في الكثير من الجبهات وإن كانت فترة السبع السنوات الماضية دون تنسيق ما جعل المخيط ممزقا وبما ضمن استمرارية انفكاكها معربدة في بعض المناطق إلا أنه وبعد تشكيل المجلس الرئاسي الذي يمثل ضمانة لجمع السهام في جراب واحد فإنه وكنتيجة طبيعية قد ضمن ضم اجزاء كفن الإمامة إلى بعضها ليتم ضم جيفتها بداخله وبالتالي وأدها في مجاهل التاريخ.
وها هو مخيط الجيش الوطني قد التأم بمخيط حُراس الجمهورية ليأتي دور رجال العمالقة بالتظافر مع ألوية اليمن السعيد لإكمال ما تبقى منه لترقد الإمامة فيه إلى الأبد وحينها ينهض اليمن ويستعيد ماضيه التليد ليحيا الأقيال في بلادهم حياة كريمة بعيدة عن فتن الكهنوتيين وحبائل الدخلاء الرسيين.
إن استمرار خروقات الانقلابيين للهدنة التي أعلنوا الالتزام بها لهو منهج إمامي مبني على فلسفتهم في الصراع مع اليمنيين وذاك ما يحتم على الساسة التحلل من القيود لاستعادة الوطن المسلوب ووضع الإمامة في كفنها قبل أن تتسبب في نسج المزيد من الاكفان لليمنيين.
- صحيفة ٢٦ سبتمبر

مقالات
همدان العليي
سياسة الانحناء الحوثية والخطاب التحريضي
د.عبدالوهاب طواف
أنفاق الجماعة في جبال صعدة
نبيل الصوفي
ثواني الحادث وألطاف الله الهادرة
نبيل الصوفي
عن مصدر هزائم اليمنيين الأول
كامل الخوداني
مناضلين "فير اند لفلي"
همدان العليي
عن تحريض اليمنيين ضد الأشقاء