في الواقع هذا هو سؤالُ الأسئلة الذي يجبُ على كل يمني الإجابة عنه إجباريًا، وإلى الإجابة..
1ــ نرفض الإمامة الهادوية في اليمن لأنها جسمٌ غريب علينا منذ جاءت وحتى اليوم. أي لم "تَـتَـيْمـننْ". فلا تزال منذ يحيى حسين الرسي ــ المؤسس الأول مع رفاقه من الجيل والديلم ــ فارسيةَ الهوى والهُوُية، وكما انتمى الرسي إلى فارس عدوة العرب قديما، فإن عبدالملك الحوثي اليوم ينتمي لإيران الخمينية نفسها، عدوة العرب والعروبة والإسلام. وكما استعان الرسي برفاقه من الجيل والديلم، يستعين الحوثي ومنظومته الإمامية اليوم بالخبراء الإيرانيين لقتل اليمنيين والتنكيل بهم. وتتبعوا معي:
استطاع الرسي أن يؤسس مجدًا للعائلة القادمة من خارج اليمن، مُستغلا الأوضاع العامة والفراغ السياسي والاجتماعي الذي كانت تعيشه اليمن آنذاك، نجد ذلك واضحًا بين ثنايا مراسلاته لأبناء أعمامه في بلاد الجيل والديلم؛ حيث يخاطبُهم شعرًا:
كذلك أنتم يا آلَ أحمد فانهضـُــــوا
بجيش كسيلٍ حدرته الجراشع
فما العز إلا الصَّبر في حَومةِ الوغى
إذا برقت فيه السُّيوف اللوامع
هل الملك إلا العز والأمر والغنى
وأفضلكم من هَذّبته الطبـَــائع
بنيتُ لكم بيتًا من المجد سُمْكه
دوين الثريا فخرُه مُتتابع
ألم تعلموا أني أجودُ بمهجتي
ومالي جميعًا دونكم وأدافع
فما أحدٌ يسعى لينعشَ عزكم
سواي وهَذا عند ذي اللب واقع
متهكما من اليَمَن واليمنيين، وسَاخرًا منهم:
بني العم إني في بِلاد دنيَّةٍ
قليل وداها، شرُّها مُتتابع
وليس به مالٌ يقوم ببعضها
وساكنها عريانٌ غرثان جائع
فإن لم تكافوني بفعلي فتُحسِنُوا
فلا يأتني منكم ـ هُديتم ـ قطائع
وذات الفكرة حملها من بعده أحمد بن سُليمان؛ حيثُ يخاطبُ قومَه هناك في بلاد الجيل والديلم، قائلا:
قوموا جميعا بني الزهراء وانتصروا
مما أضَرَّ بكم من سَالفِ الزمن
إني نهضتُ لِلَمِّ الشَّمل شملِكم
وما لويتُ على أهلٍ ولا وطن
فإن تجيبوا أملِّكُكم بلا كذبٍ
على الشَّريعة أرضَ الشَّام واليَمن
وأقتني لكم ما ينفعُكم ويحفظ
العز من حِصن ومن حُصُن
يا قوم إن تسمعوا مني أكُنْ لكم
أصفى من الماء أو من خالص اللبن
باختصار.. كانوا يسعون لتأسيس كيان للأسرة العلوية حد تعبيرهم، من العراق إلى الحجاز إلى اليمن، يقول الطاغية السفاح عبدالله بن حمزة:
لا تحسبوا أنّ صنعا جلّ مأربتي
ولا ذمار إذا أشمتّ حسّادي
واذكر إذا شئت تشجيني وتطريبي
كرّ الجياد على أبواب بغداد
وهكذا تتابع الأمر، وتوارثوا الفكرة خلفًا عن سلف، وعلى الرغم من مرور مئات السنين؛ بل ما ينيف عن ألف ومئتي عام إلا أن هذه الجماعة التي تحمل فكرة الإمامة لم تستطع أن تصطبغ بالصبغة اليمنية، على ما في البيئة اليمنية من موروث حضاري عريق، فلا يزالون يحنُّون إلى بلاد فارس، ويعتبرونها السَّند والملاذ، ومن يطلع على "دامغة الدوامغ" للأديب أحمد بن محمد الشامي يدرك ذلك بوضوح ودون عناء وهو يرد على لسان اليمن الهمداني الذي تغنى وفاخر بيمنيته في ملحمته المشهورة: "الدامغة" ورد على "دامغة الدوامغ" للشامي الأديب والمؤرخ الشاعر مطهر بن علي الإرياني في ملحمة أخرى سماها: "المجد والألم".
والحقيقة كما صورها الشاعر عبدالله حمران، مخاطبا هؤلاء القوم:
وهبناكم الحكم إذ كنتم
تهيمون في بقعٍ خالية
وقلنا يمانون أهل لنا
ولا عاشت القيمُ البالية
وصرنا لكم في الملمات جندا
وصرتم بنا قممًا عالية
مزجنا خلال السنين الطوال
دمانا بكم حرة غالية
ولكنكم رغم مر السنين
بقيتم على أرضنا جالية
فعلا.. لقد عاشوا بنَفَسٍ حاقد، بغيض على كل يمني، ولا يزالون، وكلُّ أدبياتهم الدينية والسياسية تقرر ذلك بوضوح، حتى إنهم تعمدوا تدمير المعالم الحضارية والتاريخية لليمن والقضاء عليها، لأنهم يرونها منافسا حضاريا لهم، على الرغم مما تكتنزه اليمن من موروث مهول في هذا الجانب، كما سنرى.
وأثناء حكم الدولة القاسمية تذكر المصادر التاريخية أن العلاقة بين الأئمة في اليمن والصفويين الإيرانيين كانت وطيدة، بحكم التقارب المذهبي بين السلطتين الحاكمتين؛ بل لقد كانت هناك زيارات رسمية وتبادل الوفود التي حملت الهدايا بينهما، فمثلا أرسل الإمَام المهدي محمد بن المهدي أحمد، صَاحِب المواهب 1097 ـ 1130هـ وفدا برئاسة محمد حيدر آغا، حاملا هدايا كثيرة، منها السيوف والخيول والعقيق وبعض التحف اليَمَنِيَّة الثمينة إلى الشاه حسين بن سليمان الصفوي ت. 1135هـ. حين لقب الإمَام نفسه بالمهدي المنتظر، وبادله الشاه الصفوي ذات الصنيع؛ إذ أرسل له بعد ذلك وفدا كبيرا محملا بالهدايا النفيسة للإمام. وقبيل وصولهم إلى اليمن كان الإمَام قد أعد لهم استقبالا مهيبا لم يعمله مع أحد قبلهم أو بعدهم؛ إذ أمر عماله بتزيين كل المدن التي يمر بها الوفد، ابتداء من ميناء المخا، وانتهاء بمدينة المواهب في ذمار، كما أمر كل عامل باستضافة الوفد حال مرورهم من ولايته. وحال استقبالهم صُفَّت الأجنادُ من المواهب إلى قريب ذمار، ثم صُفت بعد ذلك الخيل إلى ميدان الدار، وقَدْ فُرشَ جميعه بالمفارش الرومية، وعند رأس كل حصان عبد من العبيد حتى وصلوا إلى الديوان.. ثم استقبل الإمَام الوفد في وسط مهرجان كبير، كان قد أعده لهذه المناسبة، حضره أعيان الدَّولَة وغيرهم، وألقيت فيه كلمات الترحيب وقصائد التهاني. وقَدْ أقامهم بالقرب منه في بستانه الخاص، وأنفق عليهم النفقات الواسعة طوال فترة إقامتهم التي استمرت أربعة أشهر. وعندما أعلنوا موعد الرحيل أتحفهم الإمَام بالهدايا الجزيلة التي منها: سبعون فرسًا من الخيل العتاق، ثم ألبسها جميع ما تحتاج إليه من العدة الفاخرة التي رق لبسها وراق، وغير ذلك مما يُقابل به الملوك من النفائس والذخائر والسيوف المحلاة بالذهب المسبوك. وكان من جملة الهدايا التي خص بها الشاه نسخة من ديوان الشَّاعر الحسن بن علي بن جابر الهبل، وفرس عظيم القوة والحجم، مجهز بسرْج وعصى مصنوعة من العقيق.. "إلخ. ذكر هذا الباحث الدكتور محمد علي دبي الشهاري، في كتابه: اليمن في ظل حكم الإمَام المهدي، الجيل الجديد ناشرون، ط:1، 2009م، ص 359.
نموذج آخر.. حين تولى الإمام محمد بن يحيى الحكم سنة 1307هـ، والد الإمام يحيى، هنأته الطائفة الشيعية في العراق ــ وأغلبهم من الفرس المقيمين في النجف الأشرف ــ بتولي الحكم وإمامة اليمن بقصيدة منها:
مُرْ وانْهَ فأنت اليوم ممتثل
والأمر أمرك لا ما تأمر الدول
الدولة اليوم في أبناء فاطمة
بشرى فقد رجعت أيامنا الأول
محمد اليوم قد أحيا بني حسن
كأنهم قط ما ماتوا ولا قتلوا
سيوفكم لم تزل يا آل فاطمة
منها نجيع الطلا المحمرّ ينهمل
الله أعلاكمُو قدرًا وشرفكم
وإنكم لهـــداة الناس لو عقــلوا.
وقد رد عليهم الإمام بقصيدة طويلة، منها:
بيضُ الظبا وصدور الخيل والأسل
يصلحن ما أفسد الغوغـاء والســفل
هبت لنا نسمات الشرق من نجف
حنـت لها صافنـات الخيل والإبــل
يا ناظمًا من بني الزهراء هيج من
شوقي إلى نصر ما جاءت به الرسل.
ونلاحظ هنا مقدار النَّفَس الطائفي المذهبي البغيض المسيطر على ذهنية الجماعة.
وأدهى وأمرّ من ذلك حين تجاهلت طوابعُ البريد الإمامي "اليمني" في عهد الإمام أحمد كلّ معالم اليمن التاريخية وهي فوق أن تُحصى أو تعد، ووضعت صورة "فرح الشهربانو" الفارسية!!."الصورة متوفرة على شبكة الانترنت"، ولن نتكلم عن مشاركة جهاز "السافاك" الإيراني في مواجهة ثورة 26 سبتمبر 62م، ووقوفه إلى جانب النظام البائد بقوة..
2ــ نرفض الإمامة لأنها دمرت ماضي اليمن وحاضره ومستقبله، وهاتوا لي مُنجزًا إماميا واحدا خلال فترة حكمهم أو تحكمهم. لا شيء غير الحروب المتتالية التي دمرت البلاد، متعمدين التدمير الممنهج لكل مأثر يمني.
يروي كاتب سيرة الإمام الهادي/ الرسي عن غزوه لبني الحارث في نجران ما نصه: ".. ثم مضى بعسكره جميعًا، حتى نزل بموضع يُقال له قرقر، قريبًا من قرية الهجر، فأقام بها، وكل يوم يغدو عليهم جَمَاعَة من العَسكر... فلا يزال القتالُ بينهم، والعَسكر في ذلك يقطعون نخيلهم، ويهدمون حُصونَهم". سيرة الإمام الهادي، ص: 292.
مضيفا: "واجتمعتْ بنو الحارث في قرية الهجر، وفي ميناس، وقرقر بينهما، وعَسكرُ الهَادي إلى الحَق تعدو، وجميع أسْواق بني الحارث، فيهدمونها، ويغنمونَ ما فيها". نفسه.
ويعلنها أحمد بن سليمان بعده صراحة، وقد هدم وخرب ونكل باليمنيين:
وخرَّبت أسْواقا لهم وصِياصيًا
وأغنيت مِن أموالهم جُلَّ أعْواني
ويتفاخر عبدالله بن حمزة بهدمه حصون وقلاع اليمنيين بقوله: ": "صَمدنا بنجران وبلاد يام، فخرَّبنا المعاقل، وهدَّمنا المنازل، وشردنا الطغام من مراتع النعام، ثم قصَدنا الجوف بالجنود المنصورة المشهورة، فهدمنا ذروته ودوره..". انظر مجموع مكاتبات عبدالله بن حمزة، ص: 163.
أيضا هدم السفاح كل منجزات المطرفية، الجماعة الفلسفية التنويرية التي تأسست قبل حركة التنوير الأوروبي بأكثر من مئتي عام، وجعلها أثرًا بعد عين.
كذلك تم هدم قصر غمدان، المَعْلَم اليمني الشهير بصنعاء، على يد آل شرف الدين، كما هدموا كل موروثات المكتبة الطاهرية برداع من مخطوطات وتحف وهياكل، حين سيطروا عليها، وقد انتوى الإمام المهدي صاحب المواهب بعد ذلك تدمير قلعة العامرية برداع لولا اصطفاف الناس لمواجهة ذلك، وبعد صلح بينه وبين الناس سمحوا له بتدمير شرفاتها بِرا بيمينه. انظر: المدارس الإسْلاميَّة في اليمن، إسماعيل بن علي الأكوع، ص: 338.
وهدم الإمام المنصور علي عام 1203هـ حصونِ وقُرى منطقة رداع كاملة كاملة، وكانت تسمى مدينة الخضراء وفيها من المعالم الأثرية الكثير يومها. كما خربتْ حملته العسكرية تلك حصنَ الشرزة، وقرى بيت اللمع، وبيت الوزان، وحصن الخوعة فيما بين سنحان وظل الجنود يهدمونها لمدة عشرين يومًا.. كما هدم قلاع وحصون عنس ورصابة الأثرية في ذمار في حملة أخرى تدميرا كاملا. ولم يكتف بذلك؛ بل حتى وهو على فراش الموت أمر بهدم المعالم اليهودية في صنعاء كاملة، وأغلبها موجودة من قبل الإسلام، وترحيل اليهود منها، ففعل جنوده، واستكمل المهمة من بعده ابنه ثم حفيده أثناء حكمهما. انظر كتاب: الأوضاع السِّيَاسِيَّة الداخلية لليمن في النصف الأول من القَرْن التاسع عشر، صادق محمد الصفواني، وزارة الثقافة والسياحة، ط:1، 2004م. ص: 65.
ويذكرُ العلامة محمد المجاهد في كتابه "مدينة تعز غصن نضير في دوحة التاريخ العربي" عن الجيوشِ الإمَاميَّةِ حين دخلتْ تعز ".. أنهم بدؤوا بمهاجمةِ المتبقي من المدارسِ الرسُوليَّةِ والمساجدِ، فكسَّروا الزخارفَ، وقشروا القبابَ، بحثًا عن كنوزٍ وراءها، فكان وهْمًا مُدمرًا، ثم مزقوا مكتبةَ الأشرفيَّة تمزيقا بغيضًا، وكانتْ عامرةً بروائعِ كتب الحقبِ والمخطوطاتِ النادرة، حتى إنه لم يبق فيها أثر".
وهدم الإمام يحيى أغلب المعالم المدنية التي كان الأتراك قد بنوها في اليمن، كما حول بعضا منها إلى إقطاعيات خاصة به وأولاده؛ كدار المعلمين في صنعاء التي بناها الأتراك، وعقب خروجهم قام الإمام بهدمها مباشرة، خشية أن يتعلم الناس، ويروا النور، وحين تذمر الناس من سياسته هذه بنى المدرسة العلمية التي خصصها لأبناء الذوات من علية القوم فقط، وبأعداد محدودة جدا سنويا، فيما بقية أبناء صنعاء محرومون من التعليم؛ بل قد طال التخريب والهدم أضرحة الأموات، كما فعل ولي عهده أحمد أثناء حكمه مع ضريح الفقيه الصالح أحمد بن موسى بن عجيل في تهامة أثناء حربه على الزرانيق، وأيضا مع قبر أحمد بن علوان في يفرس من تعز. وكذلك فعلوا مع آثار مارب، كما روى عالم الآثار المصري الشهير الدكتور أحمد فخري بعد أن زارها في العام 1947م.
3ــ نرفض الإمامة لأنها تقدس قم وطهران وأصبهان وشيراز وتتنكر لمكة والمدينة؛ كما تتنكر كذلك لليمنيين وتستعلي عليهم، سنة متوارثة خلفا عن سلف. وتخيلوا.. لم يحج إمام واحد من أئمة اليمن بيت الله الحرام، من لدن الرسي، وحتى الحوثي..!
4ــ نرفض الإمامة؛ لأنها قتلت اليمنيين وشردتهم وسجنتهم؛ إذ لم تمر سنة واحدة على الإطلاق بلا حرب أو غزوات خلال فترة حكم الأئمة كاملة، وهاتوا لي إمامًا واحدا من أئمتهم لم ينكل أو يشرد أو يقتل. وسلوا أرض الحبشة وهضاب شرق أفريقيا سهولها وأنجادها كم ابتلعت من اليمنيين الذين هاجروا إليها أثناء حكم يحيى حميدالدين، هروبا من بطشه، ولم يعد الكثير منهم حتى اليوم..! وفي كتابي "الحجرية روح اليمن.. المال في موكب النضال" تفاصيل وافية عن هذه الهجرات ومآسيها. واقرؤوا صور تلك المآسي في قصيدتَيْ: "البالة" لمطهر الإرياني، و "غريبان وكانا هم البلد" للبردوني، وفي ديوان "غريب على الطريق للشاعر محمد غالب أنعم، تجدون يمنيا شريدا بئيسًا بلا هوية ولا ملامح مع أنه نجل حمير وحفيد قحطان..!
والليلة العيد وانا من بلادي بعيد
ما في فؤادي للطوفان الأسى من مزيد
قلبي بوادي بنا، وأبين، ووادي زبيد
هايم وجسمي أسير الغربة القاسية
خرجت أنا من بلادي في زمان الفنا
أيام ما موسم الطاعون قالوا دنا
وماتوا أهلي ومن حظ النكد عشت أنا
عشت أزرع الأرض واحصد روحي الذاوية
أما صورة هذا الشريد التائه في نظر البردوني، فتبدو هكذا:
ما اسم ابن أمي؟ "سعيد" في "تبوك" وفي
"سيلان" "يحيى" وفي "غانا" "أبو سند"
وأنت يا عمّ؟ في "نيجيريا" "حسن"
وفي "الملاوي" دعوني "ناصر العندي"
ويوضح الشاعر أنعم بالقول:
عمرتُ كل أرض
وموطني خراب
لكم أتوق أن أعود أعمر الوطن
لكم أتوق أن أدق فوق صخره بفأس
لكم أتوق أن أشم ريحة الحقول
لكم أتوق أن أرى عيد الحصاد
وأن أعيد الأغنيات
في موسم البذور والحصاد
5ــ نرفض الإمامة لأنها انقلبت على الدولة وشردتنا اليوم، في عملية إعادة لسنة الآباء والأجداد من الأئمة الذين استنّ الحوثي اليوم بسنتهم. اليمنيون اليوم مشردون في الخليج ومصر وأفريقيا وتركيا وبريطانيا وماليزيا والشام وكندا، وكل دولة من دول العالم لا تخلو من يمني بئيس مشرد، في تغريبة يمانية جديدة.
6ــ نرفض الإمامة؛ لأنها نظرية كهوتية غاصبة، لا تشبهنا ولا نشبهها. إن كنت جمهوريا فهي ضد جمهوريتك، وإن كنت سنيا فهي ضد معتقدك الديني. إن كنت مؤتمريا فقد قتلت زعيمك، وإن كنت إصلاحيا فقد سجنت وقتلت قيادتك. إن كنت يساريا فهي إقطاعية ضد قيم اليسار، وإن كنت ليبراليا فهي ضد حريتك وضد قيم المساواة. إن كنت وحدويا فقد قضت بالانقلاب على الوحدة، حتى لو كنت يهوديا فهي ضدك، وضد قيمك ومعتقداتك، لا ترى إلا نفسها فقط. وتخيلوا عصابة تنظر إلى 90% من الشعب أنه منافق..!
جماعة كهنوتية.. القتلُ فيها دين، والسِّجن عقيدة، والهدمُ ثقافة، والتخريبُ عبادة.. وهاتوا لي إمامًا واحدًا ـ وهم كُثر ـ خلا حُكمُه من قتلٍ وسجنٍ وتخريبٍ وهدْم. هيهات.. هيهات..!
لهذه الأسباب، وغيرها نرفض الإمامة.