د. أحمد ردمان
القفز على التعاقد الاجتماعي
الخميس 3 مارس 2022 الساعة 03:37

استقرار المجتمعات مرهون بثقافة أبنائها، وهو نتاج للقواعد المجتمعية التي يتم التعاقد عليها وتكون ملزمة لكل منضوٍ في هذا المجتمع أو ذاك.
ولعل الديمقراطية كمنتج بشري راقٍ تمثل التجسيد العملي والاجرائي لمبدأ الشورى وتعد هي العنوان الأبرز للتعاقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم كونها تعطي الحق لكل مواطن في المشاركة في اختيار حاكميه.
وفي اليمن الموسوم بالسعيد تولى كبر شقائه مجموعة من البشر غير الأسوياء باعتماد منهجية تلغي التعاقد الاجتماعي وتشغب على قواعده.. ذلك أن الإمامة ترى في التعاقد الاجتماعي انتقاصا لحقها المنبثق عن فرية الولاية والاصطفاء. وحينذاك بدأ التقعيد لمبادئ مكتساة بلحاف الدين تهدم الكيان الاجتماعي وتزرع بذرات الشقاق والصراع في كينونته لتغدو الحياة في ظل مجتمع موبوء بحاملي فيروسات البطنين أقرب ما تكون إلى حياة الاقتتال أو الاستعداد له وكأن لم يكن لأبناء هذا المجتمع غاية حياتية غير تلك الغايات، وحينها يصبح الموت ثقافة إيجابية وتغدو عمارة الأرض من فضول الحياة فينتشر الدمار والخراب وتزهر أشجار الزينة في المقابر لتكن العنوان الابرز في حياة مرزوئة ب"الأولياء الأطهار".
لقد هدم السلاليون أرقى ما توصلت إليه البشرية من أفكار تؤدي إلى استقرار المجتمعات، وأوغلوا في القتل في هذا الطريق ليرووا شجرة غرقدهم بغية إنمائها في مجتمعاتنا ليجعلوها عصية على الاقتلاع.
وها هي الكائنات الإمامية تثبت منهجيتها المبنية على أيدلوجيتها المقننة للصراع الاجتماعي على أسس عرقية ليكن الوضع في اليمن منذ سبع سنوات عجاف من دواعي تلك الفكرة العنصرية المقيتة.
إن فرسان الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وألوية العمالقة وغيرهم من الرافضين لتلك السلالة قد تكفلوا باقتلاع الشجرة السلالية ليغرسوا بدلا عنها أشجارا تثمر للمجتمع أمنا واستقرارا يتلوه تنمية ونهضة وبناء.

*26 سبتمبر.

مقالات
د. ياسين سعيد نعمان
درس التاريخ: من التراجيديا إلى الهزل.. متى نتعلم؟
نبيل الصوفي
اليمن تعددي لا يُحكم بالدم
سمير اليوسفي
همدان والجريمة المركبة
عادل الأحمدي
كيف نتعامل مع المغرر بهم في صفوف الحوثي؟
همدان العليي
‏الدعاية الحوثية.. أكاذيب تُسوق كحقائق لتخدير وإخضاع اليمنيين
عادل الأحمدي
الحوثي وإيران.. بيع أم نهاية محتومة؟