سنوات ونحن نلعب بالكرات التي يرميها لنا الحوثي.. الآن صار الأقيال هم المبادِرين. الكرة في ملعبهم ويقذفونها إلى الزاوية التي يريدون، والكل ينشغل بها سلباً وإيجاباً، رفضاً وقبولا.
وهكذا صار الأقيال حديث المقالات والمقايل.. ما برح الناس ينتهون من الجدل حول "يوم الوعل" حتى أطل "يوم المسند".. وهكذا بإذن الله إلى أن تمتلئ العقول بفَهْمِ شيءٍ عزيزٍ وغامضٍ اسمه "اليمن". وتمتلئ القلوب بحب شيءٍ مذهلٍ ورائعٍ اسمه "اليمن".. اليمن بكل تفاصيله الساحرة قديماً وحديثا.
اليمن "ذلك المجهول".. بلد الإيمان والحكمة، وقصة القصص، وحكاية الحكايا.
وحين تمتلئ قلوب الناس بحب اليمن، تفعم أرواحُهم بالوضوء، وتمتلئ أيامُهم بالمجيء، وتصبح المناطقية صِفراً والسلالية كفراً، وهكذا، وعبر فعل اجتماعي وفكري وعسكري متصاعد، ننفك من قيود اللحظة العقيم وكابوسها الثقيل.
صدقوني، لم نصل إلى ما وصلنا إليه من واقع مزرٍ إلا بسبب مفاهيم خاطئة، دينية واجتماعية، تحكّمت في مواقفنا ونصبت متارسنا وصنعت مآسينا. ولن نتحرر من الواقع المزري إلا بتحرير منظومة المفاهيم وتنقيتها وبناء وعي متنور وصلب عصيٍّ على الانخداع.. وهي ثورة يقودها طلائع شعبية "خفيفة الظبَل"، دمُهم ثائر، أطلقوا على أنفسهم مسمى الأقيال. وغداً بمشيئة الله، سيعرف الجميع أن هؤلاء أكثر من ارتبط بالله وفهم كُنهَ الدين وأحب هذا الشعب. وبالأحرى: الشعب هو الأقيال والأقيال هم الشعب، إذ ليسوا تنظيماً ولا حزباً ولا منظمة.
والقصة يمكن اختزالها في شطر بيتٍ للبردوني: "لا يعرفُ اللهَ من لم يعشقِ الوطنا".
سيصل الفيلم إلى نهايته.. فإن لم تكن من أبطاله فلا تحرم نفسك متعة المشاهدة.