إلى كل الجمهوريين في مناطق سيطرة الإماميين العنصريين، أنتم منا ونحن منكم وندرك أن تحوثكم ليس عن قناعة منكم لأن الجمهورية تجري في دمائكم، فلا ترموا بأنفسكم وأولادكم إلى التهلكة وتقودون حربا هي ضد وجودكم، فلا تصدقوا أنكم تواجهون عدوانا، فالحقيقة بانت وأنتم أذلاء تحت يد هذه العصابة الإرهابية وارجعوا جميعا لنكون وإياكم تحت راية الدولة والجمهورية ولا تقفوا في وجه إخوانكم الذين لا يريدون لكم إلا التحرير من قيد الطغيان.
نحن أبناء بلد واحد، ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا واحد، فلا تريقوا دماءكم في سبيل جماعة عنصرية من العصور السحيقة، سوف تترككم وتفر حينما يشتد عليها الخناق، وها أنتم ترونها بأم أعينكم كيف تتهاوى في مأرب وفي البرح ومقبنة مثل الفراش المحلق فوق النار، وما يبقي عليها هو وجودكم في مقدمة الصفوف تقاتلون دونها، فهي ليست قوية إلا بكم، فهي هشة لا قيمة لها ولا عقيدة لها ولا قضية لها. هي مجموعة من اللصوص والمجرمين والفاسدين.
إياكم أن تصدقوا فكرة التعايش معهم، لأن الجمهورية لا تتعايش مع الإمامة والحرية لا تتعايش مع العبودية، يكذبون كما يتنفسون، يزعمون أنهم ضد أمريكا، لكن رصاصهم وصواريخهم لا تتجه ناحية أمريكا وإسرائيل وإنما تتوجه ناحية مأرب والبيضاء وتعز والحديدة والجوف وعدن وغيرها من المحافظات اليمنية.
أيها الجمهوريون، لا غرابة في أن يقتحم اللصوص المنزل ويسرقون كل محتوياته، لكن الغرابة أن تجري عملية السرقة بعلم أهل المنزل وأمام أعينهم وبمساعدة البعض منهم دون محاولة منع اللصوص من السرقة، والأدهى من ذلك أنهم لم يسرقوا المنزل فحسب، بل سرقوا حتى ألسنة أصحاب المنزل وأخرسوهم عن القول ودفعوا بهم إلى الجبهات ليكونوا في مواجهة إخوانهم الذين يريدون تحريرهم.
يجب أن تتركوا هذه العصابة تواجه مصيرها المحتوم ولا تطيلوا من بقائها، فهي تسير بعكس حركة التاريخ وبعكس الجغرافيا وهي ضد الفطرة السليمة التي فطر الله عليها بني آدم، عندما أخرجهم من ظهور آبائهم وأخذ منهم ميثاقاً وأشهدهم على أنفسهم، فهي إلى زوال، ونحن على ثقة بأن ميل الأرحام إلى بعضها ستجعلكم تميلون إلينا وستؤثر فيكم الصلة على القطيعة وسننتصر وإياكم على هذا العدو العنصري.
نحن على ثقة من عودتكم إلينا، فنحن وإياكم على سفينة واحدة وعصابة الحوثي تخرقها وتحملها قاذورات التعصب، فاليمن تغرق والإماميون العنصريون المعتدون يوغلون في خرقها ومن أعظم الخروق تقسيم الناس إلى سادة وعبيد وبث الفرقة بين اليمنيين لكي يقتلوا بعضهم بعضا، فيسهل لها السيطرة عليكم.
لا تصدقوا دواعي عدوكم في تخويفكم من التحرير فهو لا يريد إلا استعبادكم ولكنه يسعى إلى تضليل عقولكم، عليكم أن تضعوا أيديكم بأيدينا لنستأصل هذا الورم الخبيث قبل أن يستأصلنا، لقد أعد العدة للاعتداء على جميع ضرورات حياتكم، اعتدى على الدين والنفس والنسل والعرض والعقل والمال، وواحدة منها كاف لتحفيز هممكم وعزائمكم لحفظ مقومات حياتكم وبقائكم.
بعد سبع سنوات تأكد للقاصي والداني أنه هذه العصابة دمرت كل شيء، دمرت الديمقراطية والمدنية والدولة ومؤسساتها ودمرت الحياة وبنت المقابر لجثثنا نحن بينما بنت القصور والعمارات الشاهقة لها تحب الحياة لنفسها بقدر حبها لموتنا، فقوتها أكبر كذبة مثل كذبة إسقاط الجرعة، ارفعوا أيديكم عنها وستعرفون حينها أنها أوهن من هيكل سليمان.
نحن نعلم أنكم مغلوبون على أمركم، تمارس العنصرية بحقكم وأنتم تستشعرون التمييز في تفاصيل حياتكم، تتعرضون للتنكيل يوميا، لكنكم أنتم من أعطيتم القوة لهذه العصابة الهشة التي تنتظر مصيرها المحتوم، فهي مأزومة في وجودها، تحاصرها عوامل الانهيار من داخلها أكثر من خارجها، "وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا".